وقوله تعالى:{يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ}: أي: يظنُّون أن الأحزاب وهم قريشٌ وغطفانُ ومَن معهم {لَمْ يَذْهَبُوا}؛ أي: لم ينصرفوا مع أنهم انصرفوا، وهو بيان جبن هؤلاء المنافقين.
{وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ}: أي: ولو رجع الأحزاب إلى المدينة بعد أن انصرفوا إلى مواضعهم تمنَّى هؤلاء المنافقون -لجُبنهم- لو كانوا في البوادي مع الأعراب وهم سكان البدو؛ ليأمنوا على أنفسهم.
{يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ}: أي: يودُّون لو أنهم في البدو ويسألون هناك عن أخباركم مَن أتاهم من المدينة؛ أي: تمنَّوا أن يكونوا ببُعدٍ منكم لا يعلمون بحالكم إلا بالسؤال عنها من القادمين من جهتكم جُبنًا منهم.
وقيل:{يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ} ليس بمبنيٍّ على الأول، ومعناه: أن مَن كان منهم في أطراف المدينة لم يحضروا الخندق يسألون الناس (١) عن أنبائكم متوقِّعين خبر غلبةِ المشركين عليكم.
{وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ}: أي: لو كان هؤلاء السائلون في عسكركم {مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا} ورياءً وسمعةً لا نفعَ لكم فيه.