للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في المال، فنهى نساءه إذا أَدركن ذلك أن يتبرَّجن، فيكونَ ذلك منهن جاهليةً -وهي حالةُ فسقٍ- كالجاهلية قبل الإسلام وهي حالة كفرٍ (١).

وقيل: الجاهلية الأولى زمانُ إبراهيم عليه السلام، كانت المرأة تلبس من الدروع درعَ اللؤلؤ غيرَ مخيطٍ الجانبين، وتلبس الثياب الرِّقاق التي لا تواري بدنها.

{وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ}: فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر {وَآتِينَ الزَّكَاةَ}: فإنها مواساةُ أهل الجنة {وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} في كِلِّ أمرٍ ونهي.

{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}: أي: إنما يريد اللَّه بتنبيهِكم يا أهلَ بيت محمد على مراشدكم بهذه الأوامر أن يُذهب عنكم نجاسةَ الآثام ويطهِّرَكم عنها فتطهَّروا بها.

وقيل: أهل البيت: الحسن والحسين وعليٌّ وفاطمةُ رضي اللَّه عنهم.

قال أنس رضي اللَّه عنه كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يمر ببيت فاطمة وقت الفجر فيقول: "الصلاة [يا أهل البيت] {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} " (٢).

قالت أم سلمة رضي اللَّه عنها: إن هذه نزلت على النبيِّ وهو في بيتها، فدعا الحسنَ والحسين وعليًّا وفاطمةَ فجلَّلهم بالكساء ثم قال: "اللهم هؤلاء أهلُ بيتي فأَذْهِبْ عنهم الرجس وطهِّرْهم تطهيرًا" (٣).


(١) في (أ): "الكفر".
(٢) رواه الترمذي (٣٢٠٦) وحسنه، والحاكم في "المستدرك" (٤٧٤٨) وصححه. وما بين معكوفتين منهما.
(٣) رواه الترمذي (٣٨٧١)، والحاكم في "المستدرك" (٣٥٥٨) وصححه. وصححه الترمذي أيضًا كما في "تحفة الاشراف" (١٣/ ١٢). وفي الباب من حديث عائشة رضي اللَّه عنها عند مسلم (٢٤٢٤).