للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ}: أي: سألتُم أزواج النبيِّ، ولم يسبق ذكرهنَّ صريحًا، لكنْ ثبت ذلك دلالةَ قوله تعالى: {بُيُوتَ النَّبِيِّ} لأن فيها نساءه.

{مَتَاعًا}: أي: شيئًا من الأمتعة بالاستعارة ونحوها.

وقيل: أي: سألتم منهنَّ شيئًا تنتفعون به في الدِّين من رواية الحديث ونحوِه.

{فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}: أي: بينكم وبينهن سترًا.

وقيل: هذا في حق (١) كل النساء.

{ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}: أي: أبعد من خواطر الشيطان وعوارض الفتن التي تدعو إليها الطباع من ميل النساء إلى الرجال والرجال إلى النساء.

قال عمر رضي اللَّه عنه: وافقني ربي في ثلاثٍ؛ قلت: يا رسول اللَّه، لو اتَّخذتَ مِنْ مَقَامِ إبراهيم مُصلًّى، فأنزل اللَّه آية المقام، وقلتُ: يا رسول اللَّه، إنه ليَدخلُ عليك البَرُّ والفاجر فلو أمرتَ أمهات المؤمنين أن يحتجِبْن، فأنزل اللَّه آية الحجاب، وبلغني أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عاتب أزواجَه فأتيتُهنَّ فوعظتُهن حتى انتهيتُ إلى امرأة منهن، فقالت: يا عمر، أما في رسول اللَّه ما يَعِظ أزواجه حتى تعظَهنَّ؟! فخرجتُ، فأنزل اللَّه تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} الآية (٢).


= عبيد اللَّه بن محمد بن حفص القرشي التيمي، أبو عبد الرحمن البصرىِ، من ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد اللَّه رضي اللَّه عنه، توفي سنة (٢٢٨ هـ). وقد وهم الزمخشري فجعله عن عائشة رضي اللَّه عنها وتابعه النسفي أبو البركات وأبو حيان والآلوسي وغيرهم.
(١) "حق" ليس من (أ).
(٢) رواه البخاري (٤٤٨٣)، وفيه بدل "فأتيتهن فوعظتهن": (فدخلْتُ عليهن، قلتُ: إن انْتَهَيْتُنَّ أو لَيُبدِّلنَّ اللَّهُ رسولَه -صلى اللَّه عليه وسلم- خيرًا منكنَّ).