للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد: الأمانة: الدِّين والفرائض والحدود (١).

وقال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: أولُ ما خلق اللَّه تعالى من الإنسان فرجُه وقال: هذه أمانة استودعتُكَها، فالفرج أمانةٌ، والأذن أمانةٌ، والعين أمانةٌ، واليد أمانةٌ، والرِّجل أمانةٌ، ولا إيمان لمن لا أمانةَ له (٢).

وقال زيد بن أسلم: الأمانة ثلاثة أشياء: الصلاة، والصوم، والاغتسال من الجنابة (٣).

وقيل: هي العقد الذي يجب الوفاء به، قال تعالى: {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: ١].

والروايات الظاهرات فيه منها ما روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللَّه عنهم أنه قال: قال اللَّه تعالى للسماوات والأرض (٤) والجبال: إن أحسنتُنَّ جُوزِيتُنَّ وإن أسأتُنَّ عوقِبْتُنَّ (٥).

والأمانة: هي الأعمال التي أُمر بها المسلمون أن يعملوها ولا يتركوها، وعلى كلِّ مسلم أن لا يغشَّ مسلمًا ولا معاهدًا.

وقال الضحاك: قال اللَّه تعالى لآدم: يا آدم (٦) عَرَضْتُ الأمانةَ على السَّماواتِ


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٦٨).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (٢٧٥)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٦٨).
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٣٨٦) عن زيد بن أسلم مرفوعا مرسلًا. ورواه يحيى بن سلام في "تفسيره" (٢/ ٧٤٢) من قول ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
(٤) في (أ): "والأراضين".
(٥) ذكره يحيى بن سلام في "تفسيره" (٢/ ٧٤٢) عن الكلبي، وأبو الليث السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٧٢) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
(٦) "يا آدم" زيادة من (أ).