وقوله تعالى:{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ}: أي: قل يا محمد للمشركين: ادعوا هؤلاء الذين اتَّخذتُموهم من دون اللَّه أولياءَ ليُظهروا شيئًا من آثار القدرة كما أظهرتُ، وهذا توبيخٌ لهم وتقريع.
و {زَعَمْتُمْ} بمعنى: ظنَنْتُم هاهنا؛ كما قال الشاعر:
{وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ}: أي: عند اللَّه {إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وهو لا يأذنُ في الشفاعة إلا للمؤمنين، ويكون {لَهُ} على هذا التأويل للمشفوع له.
ويجوز أن يكون للشافع؛ أي: لا يَشفع إلا مَن أذن اللَّه له به، واللَّه لا يأذن بالشفاعة للأصنام.
(١) البيت دون نسبة في "العين" (١/ ٣٦٦)، و"التذييل والتكميل" لأبي حيان (٦/ ٢٤)، و"مغني اللبيب" لابن هشام (ص: ٧٧٥).