فهو كقوله:{يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ}[غافر: ٢٨]، وكقوله:{فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ}[البقرة: ٨٨]؛ أي: لا يؤمنون أصلًا.
وهذا توفيقٌ للكلام بمنزلة قولك: اقبَلْ وَعْظي لعلك تُفْلحُ، ولا تريد به الشكَّ لكنه توفيق للكلام.
قيل: كان بنو مليحٍ من العرب يعبدون الملائكة ويقولون: هم بنات اللَّه من مصاهرة الجن، قال تعالى:{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا}[الصافات: ١٥٨].
وقيل: معناه: بل كانوا يطيعون الشياطين في عبادتهم إيانا.
{فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا}: أي: يقال لهم: اليومَ لا تجدون عند هؤلاء الذين كنتُم تعبدونهم من دون اللَّه ضرًّا ولا نفعًا مما كنتُم ترجون من شفاعتهم لكم.