للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فهو كقوله: {يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} [غافر: ٢٨]، وكقوله: {فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: ٨٨]؛ أي: لا يؤمنون أصلًا.

وهذا توفيقٌ للكلام بمنزلة قولك: اقبَلْ وَعْظي لعلك تُفْلحُ، ولا تريد به الشكَّ لكنه توفيق للكلام.

قيل: كان بنو مليحٍ من العرب يعبدون الملائكة ويقولون: هم بنات اللَّه من مصاهرة الجن، قال تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} [الصافات: ١٥٨].

وقيل: معناه: بل كانوا يطيعون الشياطين في عبادتهم إيانا.

* * *

(٤٢) - {فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}.

{فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا}: أي: يقال لهم: اليومَ لا تجدون عند هؤلاء الذين كنتُم تعبدونهم من دون اللَّه ضرًّا ولا نفعًا مما كنتُم ترجون من شفاعتهم لكم.

{وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا}: لهؤلاء الكفار ولسائرهم: {ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} ويقولون مستهزئين: {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ} [سبأ: ٢٩].

* * *

(٤٣) - {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}.

وقوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ}: أي: وإذا تقرأ على هؤلاء {آيَاتُنَا}: آيات