للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من الآيات ما لا يبقَى معه ريب عند التأمل فيه، وهو خلق الأرض والسماوات.

وانتظام السورتين: أنهما مكيتان، وهما في محاجَّة المشركين، ومدحِ الموافقين، وذمِّ المنافقين المخالفين.

* * *

(١) - {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

وقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: أي: خالقِهما من غير شيءٍ {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا} إلى النبيين {أُولِي أَجْنِحَةٍ} يطيرون بها ينزلون من السماء إلى الأرض، ويعرجون منها إلى السماء في يوم وأقلَّ منه، ومسيرةُ ما بينهما ألفُ سنة نزولًا وعروجًا، ولولا ما قوَّاهم بذلك لَمَا أَمْكنهم ذلك.

{مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}: أي: من الملائكة مَن له جناحان كما للطيور التي في الهواء، ومنهم مَن له ثلاثةُ أجنحة، ومنهم من له أربعةُ أجنحة.

{يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ}: أي: ويزيد بعضَهم على أربعةٍ (١)، فقد روي أن جبريل صلواتُ اللَّه عليه له ستُّ مئة جناح (٢)، لو نشر جناحًا له لسدَّ ما بين الخافقين، ولبعض الملائكة أكثرُ من ذلك، وهذا عامٌّ يتناول زيادةَ كلِّ شيء في كلِّ شيء، ولذلك قال: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وهذا أساس لحديث إرسال الرسل وبعثِ الخلق يوم القيامة.


(١) في (ر) و (ف): "على بعض".
(٢) رواه البخاري (٣٢٣٢)، ومسلم (١٧٤)، من حديث ابن مسعود رضي اللَّه عنه.