سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ}؛ أي: ما أَمْكنهم إعانتكم؛ لأنَّهم لا يقدرون على كشف الكروب.
وقيل: لو كانوا سامعين ما تابعوكم على الكفر.
{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ}: أي: يتبرؤون منكم ويجحدون أنكم عبدتُموهم، فإن كان هذا في الأصنام فجحودهم يوم القيامة بأنْ يُنطقهم اللَّه تعالى يومئذ، فيجحدون أن يكونوا أهلًا للعبادة، وأن تكون عبادة المشركين في الحقيقة لها، أو يجحدون أن تكون تلك العبادة حقًّا. وإنما ذكر أفعالهم بالواو والنون لأنه وصفهم بصفات العقلاء، فصار كما في قوله:{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}[يوسف: ٤].
وإن كان هذا في الملائكة والأنبياء فمعنى قولهِ:{إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ} لغيبتهم عنكم {وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} لأنهم يملكون ذلك {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} يقولون: {مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ}[القصص: ٦٣] بل كانوا يعبدون الجن، أو يجحدون أن يكونوا أمروهم بذلك، أو أن يكون ذلك حقًّا.
وقوله تعالى:{وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}: أي: لا يخبرُك عن الغيوب مثلُ مَن يحلم حقيقتَها وهو اللَّه تعالى؛ أي: وقد أخبرتك بما يكون من أحوال هؤلاء يوم القيامة فتيقَّنْه.