وقوله تعالى:{وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ}: قيل: هي مَثَلُ المؤمنين والكفار، قال تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}[الأنعام: ١٢٢]؛ أي: كافرًا فهديناه.
ويقال: هو مَثَل العلماء والجهَّال.
وأما تكرارُ (لا) في قوله: {وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ} فقد قال الأخفش: هي زائدة، تقديرها: ولا الظلماتُ والنور، وكذا ما بعده.
وقال غيره: هي مقدَّرة، ومعناها: ولا الظلمات تساوي النور، ولا النورُ يساوي الظلمات، وكذا ما بعده.
والأصل إثباتُها في كلِّ موضع، فأما الأول {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} فـ (لا) بينهما مقدَّرةٌ على هذا، وتقديرها: وما يستوي الأعمى ولا البصير؛ أي: لا يساوي الأعمى البصيرَ ولا البصيرُ الأعمى (١)، والآية تقريرٌ لِمَا قبلها فإنها في بيان الفريقين.
وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٢٢) إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ}: يقول: إنك يا محمد قد أنذرت الكفار وما أنت بقادرٍ على أن تُسمع الموتى في القبور؛ أي تُدخل الإيمان في قلوب الكفار، بل ذلك من مقدور اللَّه تعالى، ولو شاء اللَّه لهداهم أجمعين ليس إليك إلا الإنذار وقد أنذرت.