للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ}: وهذا من محاجة المشركين أيضًا، يقول: قل يا محمد للمشركين: أخبروني عن الأصنام التي جعلتُموها شركاء لي (١).

{الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}؛ أي: تدعونهم آلهة، وقيل: تعبدونهم.

وقيل: أي: تدعونهم في حوائجكم وتستغيثون بهم.

{أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ}: أي: أعلِموني -وقيل: أشيروا إليَّ عِيانًا- أيَّ شيءٍ خلقوه من الأرض (٢).

{أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ}: أم خلقوا شيئًا في السماوات فكان لهم فيها شركةٌ أو نصيب بذلك.

{أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا}: أي: نزلنا عليهم كتابًا فيه تصويب شركهم وأن الأصنام شفعاءُ لهم {فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ}؛ أي: حجةٍ وبصيرةٍ فلا يمكِنهم أن يَدَعوا شيئًا من ذلك، فإذًا لا حجة لهم عقلًا ولا سمعًا، فالعقل أن يخلقوا كخلقي، والسمع أن ينزل بذلك كتابي، فإذا عُدما لم يكن فعلهم إلا ضلالًا وجهالة.

{بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا}: أي: ما يَعِدُ، وهو وعدُ الشيطان للكافر كما قال: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [النساء: ١٢٠] منَّاهم أن تشفعَ لهم أصنامهم وتقرِّبَهم إلى اللَّه زلفى.

وقيل: هم المشركون يقول بعضهم لبعض: إن آلهتنا هذه تنفعنا عند اللَّه.

* * *


(١) في (ف): "شركائي" وفي (ر): "شركاء في".
(٢) "أي: أعلموني، وقيل: أشيروا إلي عيانًا أي شيء خلقوه من الأرض" من (ف).