للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والإمام: ما يؤتم به؛ أي: يُعمل به ويُتَّبع ولا يخالَف.

{وَكُلَّ شَيْءٍ}؛ أي: من المقدَّم والآثار وغيرِ ذلك، و (كلَّ) نصب بفعلٍ مقدَّر دلَّ عليه المظهَر بعده.

وقيل: {وَآثَارَهُمْ}: خطاهم في الخير والشر، قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: كانت الأنصار منازلهم بعيدة عن المسجد، فأرادوا أن ينتقلوا قريبًا من المسجد، فأنزل اللَّه تعالى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} فقالوا: بل نمكث مكاننا (١).

وقال المغيرة بن شعبة والضحاك: نزلت الآية في بني عُذرة، وكانت منازلهم بعيدةً من المسجد، وكان يشقُّ عليهم حضورُهم الجماعات، فأنزل اللَّه: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} يعني: خطاهم إلى المسجد (٢).

وقال الضحاك: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى}؛ أي: نَهدي الكفار {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا} في الشرك {وَآثَارَهُمْ} ما عمِلوه في الإسلام.

* * *

(١٣) - {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ}.

وقوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ}: أمر نبيَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بإنذار هؤلاء المشركين أن ينزل بهم في الدنيا ما نزل بكفار أهل تلك القرية، فقال: {وَاضْرِبْ لَهُمْ


= ورواه الطبري في "تفسيره" (١٩/ ٤١٢) عن مجاهد وقتادة وابن زيد بلفظ: (أم الكتاب). وانظر: "المحرر الوجيز" (٤/ ٤٤٨) و"تفسير القرطبي" (١٧/ ٤٢٢).
(١) رواه ابن ماجه (٧٨٥). وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند الترمذي (٣٥٠٦)، وقال: حديث حسن غريب. وآخر دون ذكر الآية من حديث جابر بن عبد اللَّه عند مسلم (٦٦٤) و (٦٦٥). وثالث دون ذكر الآية أيضًا من حديث أنس رضي اللَّه عنه عند البخاري (٦٥٦) و (١٨٨٧).
(٢) ذكره عنهما الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ١٢٢).