للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}: أي: مجتمعون لدينا قد أُحضروا موقفَ الحساب بسرعة لم يتخلَّف منهم أحد.

{فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}: أي: لا يُنقَص من ثواب طاعته ولا يُحمل عليه معصيةُ غيره.

{وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}: من خيرٍ وشرٍّ.

* * *

(٥٥) - {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ}.

وقوله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ}: أي: الذين وعدهم اللَّه الجنة على الإيمان والطاعة.

{فِي شُغُلٍ}: أي: مما فيه أهلُ النار من العذاب، و {فِي شُغُلٍ} مما هم فيه من التقلُّب في النعيم وأنواع الملاذِّ؛ من افتضاض الأبكار، والتلذُّذ بالأحاديث الطيبة، والتعلُّلِ بالفواكه الشهية في الأماكن البهية، ومن زيارة الملائكة مع الكرامات، ومن ملاقاةِ الأحبَّة والقرابات.

وقيل: {فِي شُغُلٍ} عن ذكر أهل النار، ولو خطر ذلك ببالهم وفيها أحدٌ من أقاربهم أو معارفهم (١) تَنغَّص عليهم ما هم فيه.

وقوله: {فَاكِهُونَ}: قال الحسن رحمه اللَّه: ناعمون (٢).


(١) "أو معارفهم" ليس في (أ).
(٢) ذكره الواحدي في "البسيط" (١٨/ ٥٠٣) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ١٣٢) عن السدي، والماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٢٥) عن قتادة. وذكره عن الحسن يحيى بن سلام في "تفسيره" (٢/ ٧١٤) بلفظ: (مسرورون)، وانظر التعليق الآتي.