للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيلَ: "أزواجَهم"؛ أي: زوجاتِهم، وهو قولُ الحسنِ (١)، يعني: كلَّ كافرٍ وكافرةٍ ومنافقٍ ومنافقةٍ، وهو الغالبُ في الاستعمالِ، قال تعالى: {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [القيامة: ٣٩].

وقيل: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا}: أي: كُبراءَ الظَّلَمة {وَأَزْوَاجَهُمْ}؛ أي: وأتباعَهم، حتَّى رُوِيَ أنَّ مَن برى لهم قلمًا، أو ألاقَ لهم دَواةً، أو ناولَهمْ قِرْطاسًا حُشِرَ معهم (٢)، وقال تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: ٧]؛ أي: قُرِنَتْ بأشكالِها.

وقولُه تعالى: {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ}:

قال ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللَّهُ عنهما: فدلُّوهم (٣).

وقالَ الضَّحاكُ: فادعوهمْ (٤).

وقالَ ابنُ كيسانَ: فقدِّموهم (٥)، وهادِيةُ الإِجْلِ (٦) هي التي تتقدَّمُها.


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ١٤١)، والواحدي في "الوسيط" (٣/ ٥٢٣)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٤/ ٤٦٨) وقال: وروي ذلك عن ابن عباس، ورجحه الرماني.
(٢) رواه الديلمي في "الفردوس" (١/ ٢٥٥) من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، وقال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (٣/ ٢٨): غريب.
ورواه ابن بشران في "أماليه" الجزء الثاني (١/ ١٣٢) من حديث ابن مسعود مرفوعًا، ولفظه: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الظلمة، وأعوان الظلمة، وأشباه الظلمة؟ حتى من برى لهم قلمًا، أو لاق لهم دواةً، فيجمعون في تابوت من حديد، ثم يرمى بهم في جهنم".
والنصوص والآثار الواردة في النهي عن الكون مع الظلمة كثيرة مستفيضة.
(٣) ذكره ابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٢٩٨)، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ١٤١)، والواحدي في "البسيط" (١٩/ ٣٤).
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ١٤١).
(٥) ذكره الثعلبي الواحدي في "البسيط" (١٩/ ٣٤)، والبغوي في "تفسيره" (٤/ ٢٩).
(٦) الِإجْل -بكسر الهمزة وسكون الجيم-: القطيع من بقر الوحش، والجمع آجال. "الصحاح" (مادة: أجل).