للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والقيِّمُ بأمور بني إسرائيل بعد يُوشَع كان كالِبَ بنَ يُوقَنا ثم حِزْقيلَ مِن بعدِه، ولما قُبِض حِزْقيل كثُرت الأحداث في بني إسرائيل، وتركوا عهد اللَّه الذي عهِدَ إليهم في التوراة، وعبَدوا الأوثان، وبعث اللَّه إليهم إلياس نبيًا في عهد ملك من ملوك بني إسرائيل يقال له: أَحابُ (١)، فكان إلياس يقيم له أمره، وكان سائرُ بني إسرائيل قد اتخذوا صنمًا يعبدونه من دون اللَّه يقال له: بعل (٢).

فأما قولُه: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} فله وجهان:

أحدُهما: أنَّ {إِلْيَاسَ} زِيد في آخره ياء ونون لِتَسْتويَ الفواصلُ؛ كما في قوله: {وَطُورِ سِينِينَ} [التين: ٢]، وفي آية (٣) أخرى: {مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} [المؤمنون: ٢٠].

والثاني: أنَّه إلياسُ ومُتَّبِعوه؛ صار جمعًا بهم؛ كما يقال: المُهَلَّبون، للمُهَلَّب وأتباعه.

ومَن قرأ: {آل ياسين} فقد قيل: هم أهل القرآن، و (ياسين) سورةٌ منها، والإضافةُ إليها إضافةٌ إلى كل القرآن معنًى؛ كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث حرب (٤) حُنين: "يا أصحاب سورة البقرة" (٥).

وقيل: "ياسين" اسم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، و"إلْ ياسين" آل محمد عليه السلام.

* * *


(١) في (أ) و (ف): "أجاب".
(٢) رواه مطولًا الطبري في "تفسيره" (٤/ ٤٣٧) من طريق محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه.
(٣) في (أ): "رواية".
(٤) في (أ): "في حديث في حرب".
(٥) رواه الإمام أحمد في "مسنده" (١٧٧٦).