للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: على هذا معناه: دارِ الخَلْقَ والطُفْ بهم، والمُصادَاة: المداراةُ، قال كُثَيِّرٌ:

فيا عزُّ صادِي القلبَ حتى يودَّني... فؤادُكِ أو رُدِّي عليَّ فؤادِي (١)

ويجوز: فؤاديا (٢).

وقال الزَّجَّاج: أي: قاتلِ الناس وحاربْهم (٣).

وهي مُسَكَّنةٌ على قراءة عامَّة القراء لأنها حرفٌ، ومفتوحةٌ عند بعضهم؛ لاجتماع الساكنين كـ "أين" و"كيف"، ومضمومة عند بعضهم بمنزلة الاسم المبتدأ، ومكسورةٌ عند بعضهم؛ لأنَّها حركة ضرورية، وعند بعضهم على تأويل الأمر على ما بيَّنا (٤).

وليست بآية بالإجماع؛ لأنَّها لا تُجاوزُ كلمةً، وهي كقوله: {ق}، و {ن}.

وقولُه تعالى: {وَالْقُرْآنِ}: هو قسَم {ذِي الذِّكْرِ}: أي: الوعظِ، وقيل؛ أي: ذِكْر ما يُحتاج إليه. وقيل: الذِّكْرُ الشَّرفُ. وقيل: العِلْم. وقيل: ذِكْر أسماء اللَّه تعالى وصفاته.

* * *

(٢) - {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ}.


(١) انظر: "ديوان كثير عزة" (ص: ٤٤٣)، و"تهذيب اللغة" للأزهري (١٢/ ١٥٣).
(٢) "ويجوز فؤاديا" من (ر).
(٣) ذكره عن الزجاج الماتريديُّ في "تأويلات أهل السنة" (٨/ ٥٩٧).
(٤) قرأ الجمهور -ومنهم القراء العشرة- "ص" بسكون الدال، وقرأ أبي والحسن وابن أبي إسحاق وأبو السمال وابن أبي عبلة ونصر بن عاصم بكسر دالها، وقرأ عيسى ومحبوب عن أبي عمرو وغيرهما بفتحها، وقرأ الحسن أيضًا وابن السميفع وهارون الأعور بضمها. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٢٩)، و"المحتسب" (٢/ ٢٣٠)، و"المحرر الوجيز" (٤/ ٤٩١)، و"البحر المحيط" لأبي حيان (٩/ ١٣٤).