للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعلى هذا قولُه: {قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا} [الأعراف: ٢٦]، ولأنَّ الوصول بأمر اللَّه تعالى، والمُبَلِّغون (١) أمْرَ اللَّه ينزلون مِن السماء.

وعلى هذا: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ} [الحديد: ٢٥] له هذه الوجوه.

وقولُه تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ}: أي: تقديرًا بعد تقدير، وتارةً بعد تارة، وهي ما ذُكِر في قوله: {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون: ١٣] الآيات.

{فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ}: قال أكثر المفسرين: هي ظُلْمة المَشيمة، وهي الجِلْدة التي يكون فيها الولد، وهي كالغشاء، وظُلْمةُ الرَّحِم، وظُلْمةُ البطن يُصوِّرُ اللَّه الخَلْق فيها، لا يخفى عليه ذلك كما لا يخفى على مَن أراد تصوير شيء لو كان في شيءٌ يسترُه، نبَّهَ على أنه بصير بكل شيء، لا يخفى عليه شيء، ولا يَسحَر شيئًا عنه شيءٌ (٢).

وقولُه تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}: أي: كيف ومِن أين ينصرفون عن تدبُّر هذه الآيات، وعن إخلاص العبادة للَّه إلى الشرك به وإلى عبادة ما سواه.

* * *

(٧) - {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

وقولُه تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ}: أي: إنْ تجحَدوا نِعَم اللَّه، وتتركوا


(١) في (ف): "والمتلقون".
(٢) في (ف): "ولا يُستر شيء عنه".