للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{كِتَابًا}: أي: كلامًا مجموعًا يُكتب، وقيل: كتابًا مِن اللَّه تعالى إلى عباده.

{مُتَشَابِهًا}: أي: يُشبه بعضه بعضًا، فلا يختلف ولا يتناقض.

ولفظٌ آخر: يُصدِّقُ بعضُه بعضًا، ويشهد بعضه لبعض.

وقيل: أي: كلُّه فاضلٌ مُعْجزٌ خارج عن صفات كلام الآدميِّين الذي لا يخلو عن تفاوت.

{مَثَانِيَ}: أي: ثنَّى فيه الأنباءَ والقصص والآياتِ المُكرَّرةَ في الوعد والوعيد للتقرير (١) والتأكيد.

وقيل: المثاني: خواتم الآيات؛ وذلك أنَّ القرآن بايَنَ سائر الكلام بخروجه عن طرق أصناف الكلام التي كانت العرب تتعاطاها نظمًا ونثرًا، فالمنظوم عندهم يُسمَّى: شِعْرًا، والمنثور يُسمَّى: خُطْبةً، والقرآن خارجٌ عما عليه هذان النوعان.

وكذلك أسماؤُه مُباينةٌ لأسمائها، فليس يُسمَّى: شعرًا، ولا: خُطْبةً، بل هو: قرآن، و: كتاب، وسمَّى كل قِطْعة منه: سورةً؛ كما سمَّت العرب كل قِطْعة مِن الشعر: قصيدةً وأُرْجُوزةً، وسمَّى كل فَصْل مِن السورة: آيةً، كما سمَّت العرب مثل ذلك مِن الشِّعر: بيتًا؛ أي: رجَزًا، وسمَّت العرب الأبيات لاتفاق أواخرها: قوافيَ، وسمى اللَّه القرآن لاتفاق خواتم الآي: مثانيَ.

وقولُه تعالى: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}: أي: تنقبِضُ.

وقيل: هو اليَبَس والخُشونة، وذلك عند الخوف بوعيده.

{ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}: وذلك عند الرجاء بوعده.


(١) في (ر): "والتقرير".