عامٌّ، والذين خاطبهم خربيل ومَن آمن معه كانوا بعضَ الكل، فما يُصيبهم يكون بعضَ ما يُصيب الكل.
وقيل:{يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ}: في الدنيا، وكمالُه في الآخرة، وهذا تخويفٌ لهم بالعاجل.
وقيل: كان يعِدُهم العذابَ إنْ كذَّبوه، والثوابَ إنْ صدَّقوه، فكان العذابُ بعضَ ما كان يعِدُهم، والوعدُ يقع على النوعين، قال تعالى:{النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}[الحج: ٧٢].
وقيل:{يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ}: عاجلًا إذا قتلتُموه، ثم يترادف عليكم العذاب حتى يُصيبَكم كلُّ ما يعِدُكم.
وقيل: هو ترقيق الكلام؛ أي: إذا أصابكم البعض مما يقول ففيه كِفايةٌ، فلا تقومون له.
وقولُه تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}: يتَّصِل بقوله: {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ}؛ أي: يتبيَّنُ كذِبُه بالامتحان، إنَّ اللَّه لا يهدي إلى الصواب مَن هو مُسْرفٌ مُتَعَدٍّ لحدوده بالافتراء عليه والكذبِ فيما يُضيفه إليه.
وقولُه تعالى:{يَاقَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا}: أي: أنتم اليوم ملوك هذه البلاد، لكم الغلَبةُ على أهلها، تُصَرِّفونهم على ما تريدون، ويُطيعونكم فيما تأمرونهم، فهل فيكم وفيمَن تملكونهم مِن الناس