للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٦٦) - {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.

وقولُه تعالى: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}: أي: قل يا محمَّدُ للمشركين: نهاني اللَّهُ تعالى أنْ أعبُدَ الأصنام التي تعبدونها مِن دون اللَّه لما جاءتني الدَّلائل (١) الواضحة على وحدانيَّة اللَّه تعالى، وأمرني (٢) أنْ أنقادَ لأمره، وأُخْلِصَ له في عبادتي، وأُسْلِمَ إليه نفْسي وأموري؛ إذ هو ربُّ العالمين، فلن أوافقَكم على ما تدعونني إليه.

وقال مقاتل: دعا كفارُ مكةَ رسولَ اللَّه إلى دينهم، وقالوا له: ما يحمِلُكَ على ما تتعاطاه مِن مُخالفة آبائك وأشراف قريش إلا الحاجةُ وقِلَّةُ المال، فنحن نجمَعُ لكَ ما يكفيكَ دهرَكَ، فأنزل اللَّه هذه الآية (٣).

* * *

(٦٧) - {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.

وقولُه تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}: أي: أطفالًا، وقد فسَّرْنا هذه الآية مرات.


(١) في (ف): "البينات".
(٢) في (أ): "وأمرت".
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٦٧٢)، وروى مقاتل أيضًا أن هذه الحادثة نزلت في قوله تعالى في سورة الأنعام: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا}. انظر: "تفسير مقاتل" (١/ ٥٥٢).