للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقولُه تعالى: {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}: أي: فلم يكن مِن أولئك الرسل أحدٌ أتى قومه بآية مِن قِبَل نفْسه، بل إنما أتى بما آتاه اللَّه وأجراه على يده، فكذا أنتَ مع قومك إنما تأتيهم بالآيات مِن عند اللَّه، ولا معنى لجدالهم إياكَ في الآيات التي تأتي بها أنْ يقولوا: هي سِحْرٌ، وهي كذا، و {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} (١) [الإسراء: ٩٠]، وكذا وكذا، ويطلبون منكَ الآيات المُقترَحات.

وقولُه تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ}: قيل: أي: جاء بما تسألونه اقتراحًا.

{قُضِيَ بِالْحَقِّ}: بينكَ وبينهم؛ أي: كان ذلك فَضْلًا لا بَقِيَّةَ بعده، إنْ (٢) كذَّبوا به استُؤْصِلوا؛ لأنَّهم مُبْطِلون.

وقولُه تعالى: {وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ}: قيل: معناه: {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} وقد جئتَهم بما أذِنَ اللَّه تعالى لكَ فيه بما فيه كفايةٌ ومَقْنَعٌ، {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} بإقامة القيامة قضى بالواجب فيها، فأَدخَلْتُكَ وأتباعَكَ الجنةَ، وأَدخلْتُ الكفارَ النَّارَ {وَخَسِرَ هُنَالِكَ} مَن كان على الباطل.

* * *

(٧٩ - ٨٠) - {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٧٩) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}.

وقولُه تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}: أي: بعضها.


(١) في (أ): "لن نؤمن لرقيك" بدل من: " {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} ".
(٢) في (ر): "وإن".