ويجوز أنْ يكون الظنُّ على غلَبة الظنِّ، فإنهم يطمَعون في الخروج، ولذلك يسألونه.
وقولُه تعالى:{لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ}: قال مقاتل: نزلت في أبي حُذيفة بن المُغيرة (١).
يقول: لا يمَلُّ هذا المشركُ الجاحدُ بالقيامة مِن مسألة اللَّه الذي هو مُقِرٌّ بأنه خالقُه ورازقُه السَّعَةَ في المال، والسَّلامةَ في النَّفْس، والظَّفَرَ بكل محبوب.
{وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ}: أي: نالَه المكروه.
{فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ}: أي: يَيْأَسُ مِن زوال ما به، ويظُنُّ أنْ يدومَ عليه، ويقنَطُ مِن رحمة اللَّه.
(١) لم أقف عليه، وقد اختلف فيمن نزلت، فذكر السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٢٣٢) عن الضحاك أنها نزلت في النضر بن الحارث. وذكر مكي بن أبي طالب في "الهداية" (١٠/ ٦٥٤٤) أن الآية نزلت في الوليد بن المغيرة، أو: في عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف. وليس التعيين هنا بمهم، فإن الآية عامة في كل من هذه صفته.