للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والثاني: ما كان مِن حال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ستة أشهر قَبْل نزول جبريل صلوات اللَّه عليه، وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رؤيا الأنبياء وَحْيٌ" (١)، ومِن ذلك رؤيا إبراهيمَ عليه السلام الأمرَ بذَبْح الولد.

وقولُه تعالى: {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}: أي: يسمع كلامًا مِن اللَّه تعالى؛ كما سمِعَ موسى مِن وراء حِجاب.

ليس المرادُ به حِجابَ اللَّه تعالى؛ لأن اللَّه تعالى لا يجوزُ عليه ما يجوزُ على الأجسام مِن الحِجاب، بل المرادُ به أنَّ السامعَ محجوبٌ عن الرُّؤية في الدنيا.

وقيل: إنَّ المرادَ به أنَّ الرسول يختَصُّ بالسَّماع، ولا يسمَعُ معه غيرُه، فيُحْجَبون عنه.

وقولُه تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا}: قرأ ابنُ عامرٍ ونافعٌ: {أو يرسلُ} رفعًا؛ أي: أو هو يرسلُ، وقرأ الباقون: {أَوْ يُرْسِلَ}؛ أي: أو أنْ يُرسِلَ (٢)، فتكون (أنْ) مع الفعل


= ورواه أبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٢٦) عن أبي أمامة رضي اللَّه عنه.
ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (٤٢٧) عن المطلب بن حنطب.
والرُّوع: النَّفْس، يقال: وقع كذا في رُوعي؛ أي: في خلدي ونفسي. انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (١/ ٣١٣).
(١) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ١٠٤) إلى ابن أبي حاتم مرفوعًا من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
ورواه الطبراني في "الكبير" (١٢٣٠٢)، والحاكم في "المستدرك" (٣٦١٣) وصححه، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما موقوفًا.
ورواه البخاري (٨٥٩)، والطبري في "تفسيره" (١٩/ ٥٨٢)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٤٢٠)، من قول عبيد بن عمير.
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٨٢)، و"التيسير" للداني (ص: ١٩٥).