للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: ولا الدعاءُ إلى الإيمان.

قال الضحاك: يعني: معالمَ الدِّين (١).

قال أبو العالية: يعني: الدَّعوةَ إلى الإيمان (٢).

وقيل: {وَلَا الْإِيمَانُ}: لِمَن يكون مِن عَشيرته.

وقال الحُسين بن الفضل: كان يُقَدِّرُ أنَّ أبا طالب يُؤمنُ به لبِرِّه به، وأنَّ العباس لا يُؤمنُ لمُنابذته إياه، فكان على القَلْب (٣)، ونزلَ عليه: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: ٥٦].

وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أرَدْنا إسلامَ أبي طالب وأراد اللَّهُ إسلامَ العباس، فكان ما أرادَه اللَّهُ دون ما أردنا" (٤).

وقولُه تعالى: {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا}: أي: جعَلْنا الوحيَ، وقيل: أي: الكتابَ.


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣٢٦) من غير نسبة.
(٢) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣٢٦).
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣٢٦)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ٦١)، والسمعاني في "تفسيره" (٥/ ٨٨) بلفظ: يعني: أهل الإيمان، من يؤمن ومن لا يؤمن.
ونقل القرطبي في "تفسيره" (١٨/ ٥١٥) نحو هذا، وزاد: أي: من الذي يؤمن؟ أبو طالب أو العباس أو غيرهما.
وروى ابن أبي حاتم فيما عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٤٢٨) أن قتادة قال في قوله تعالى: {لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}: يعني: أبا طالب، {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}: العباس.
وقوله: على القلب؛ أي: أن العباس قد أسلم وبقي أبو طالب على غير ذلك، خلاف ما كان يقدره النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(٤) لم أقف عليه.