للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقولُه تعالى: {إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}: قيل: أي: الملائكةَ في تلك الليلة إلى الأرض (١)؛ للسلام على المؤمنين، ولإيصال الكرامات إلى المُسْتَحِقِّين.

وقيل: أي: الأنبياءَ إلى أُمَمهم في زمانهم.

وقولُه تعالى: {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ}: أي: إنما نُرسِلُهم رحمةً منا للخَلْق.

{إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}: أي: السَّامعُ أقوالَهم، العالمُ ضمائرَهم وأحوالَهم.

وقولُه تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا}: صفةٌ لقوله: {مِنْ رَبِّكَ} على قراءة الخَفْض، وهي قراءةُ عاصمٍ وحمزةَ والكسائيِّ، وصفةٌ لقوله: {السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} على قراءة الرَّفع، وهي قراءة الباقين (٢).

{إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ}: أي: فوحِّدُوه بأنه ربُّ السماوات والأرض، فإنَّ الإيقانَ بذلك يُوجِبُ الإيمانَ.

* * *

(٨ - ١٠) - {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}.

وقولُه: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ}: أي: يُحييهم بعد أنْ كانوا أمواتًا، ثم يُميتهم عند (٣) انقضاء آجالهم، وإذا قَدِرَ على هذا قَدِرَ على إحيائهم وبَعْثهم بعد موتهم.

وقولُه تعالى: {رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ}: أي: المالكُ والمُصَرِّفُ والمُدَبِّرُ للكل.


(١) "إلى الأرض" زيادة من (أ).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٩٢)، و"التيسير" للداني (ص: ١٩٨).
(٣) في (ف): "بعد".