للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النبيَّ عليه السلام، وتأمَّلَه وتحقَّقَ (١) عنده أنه نبيٌّ، ثم قال له: إذا كان الغدُ فأَخْبِئْني في بيتٍ، وادعُ رؤساءَ اليهودِ وسَلْهم عني، فإنهم يُثْنُون عليَّ ويُحْسِنون فيَّ القولَ، ثم قل لهم: إنْ آمنَ بي عبدُ اللَّه أتؤمنون بي؟ فإنهم يقولون: إنْ أمَرَنا عبدُ اللَّه بالخروج عن أهالينا وأولادِنا خرَجْنا، ثم أَخْرُجُ أنا فأشهَدُ بشاهدة الحق، لعلَّ اللَّهَ يرزقُهم الإيمانَ، فلما كان مِن الغد اختبَأَ في بيتٍ، ودعاهم رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وسألَهم عنه فأحسنوا فيه القولَ، ثم خرَجَ عبدُ اللَّه، وشهِدَ بشهادة الحق، وقال لهم: يا مَعْشَرَ اليهودِ، أتعلمون (٢) أنَّ موسى عليه السلام بشَّرَنا بهذا الرسول، وقال لآبائنا: إنْ أدركتُموه فاقرؤوا عليه سلامي، وقولوا له: طُوبى لكَ (٣)، وطُوبى لأُمَّتكَ؟ فتحيَّرَتِ اليهودُ، وقالت لعبد اللَّه: كنا نَعُدُّكَ لمِثْل هذا اليوم لِتَنْصُرَنا وتنصُرَ دينَ اللَّه، فإذا نحن بكَ وقد صَبَأْتَ، وما نرى ذلك إلا لخَرَفِكَ وهرَمِكَ (٤).

وعلى القول الأول معناه: أنَّ المشركين كانوا يرجعون إلى علماء بني إسرائيل في كثير مِن الأمور، ويعتمدون على قولهم، ولو سألوهم أخبروهم أنَّ في كتابهم ذلك، وأنَّ موسى شهِدَ بذلك، وأخبَرَ به قومَه (٥).

* * *

(١١) - {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ}.


(١) في (ر): "فنظر إلى وجهه وتحقق" بدل: "وتأمله وتحقق".
(٢) في (ف): "ألم تعلموا".
(٣) في (ف): "طوباك".
(٤) لم أقف عليه هكذا، لكن أصل القصة رواها البخاري (٣٣٢٩) من حديث أنس رضي اللَّه عنه.
(٥) في (ر): "قومه بذلك" بدل من "به قومه".