(٥ - ٦) - {سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (٥) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}.
{سَيَهْدِيهِمْ}: أي: المُجاهدين، يُثَبِّتُهم على الرُّشْد، وفي حقِّ المقتولين سيَهديهم إلى طريق الجنة في الآخرة.
{وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ}: أي: شأنهم، وهو ما (١) بيَّنَّاه.
وقيل: أي: لا يُخْطِرُ ببالهم فيها إلا ما يَفْرَحون به.
{وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}: قيل: طيَّبَها لهم؛ مِن العَرْفِ بالفتح.
وقيل: مِن المعرفة؛ أي: إذا دخَلوها عرَفوا منازلَهم واهتدَوا إليها، على ما رُوِيَ: إنَّ أحدَهم لَأَعْرَفُ بمنازله في الآخرة منه بمَنازله في الدنيا (٢).
وقيل: أَعْلَمَها لهم في الدنيا، وعرَّفَهم نعيمَها.
* * *
(٧ - ٨) - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (٧) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}.
وقولُه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ}: أي: دِينَ اللَّه {يَنْصُرْكُمْ}: على أعداءكم في الدنيا {وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}: أي: يُشَجِّعْكم، فتَثْبُتوا لهم.
وقيل: {يَنْصُرْكُمْ}: في الآخرة، {وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}: في مَواطِنِ الحساب وعلى الصِّراط؛ كما قال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: ٢٧].
(١) في (أ): "وهو لما"، وفي (ر): "وما" بدل: "وهو ما".
(٢) رواه البخاري (٢٤٤٠) من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه مرفوعًا، ولفظه: "فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا".