وقولُه تعالى:{لِلشَّارِبِينَ}: أي: لذيذةِ الطَّعْم، طَيِّبةِ الشُّرْب، لا يكرَهُها الشَّارِبون كما في الدنيا، ولا يكون فيها مِن الأذى كما يكون في خَمْر الدنيا.
وقولُه تعالى:{وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}: لم يخرُجْ مِن بُطونِ النَّحْل مُخْتَلِطًا بالشَّمْع والقَذى، خلَقَه اللَّهُ مُصَفًّى، لا أنْ كان مُخْتَلِطًا فصُفِّيَ.
وقولُه تعالى:{وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ}: أي: ولهم مع ذلك عَفْوٌ لِمَا كان منهم مِن الذنوب، وقد نسُوها، فلا يتذكَّرونها؛ لئلا يتنغَّصَ الحالُ عليهم.
وقولُه تعالى:{كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ}: وها هنا مُضْمَرٌ؛ أي: أفمَن هو صائِرٌ إلى هذا وهو خالدٌ فيه كمَن هو خالدٌ في النار؟! كما قال في الآية الأولى:{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} الآية.
وقولُه تعالى:{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا}: أي: ويُسْقَون؛ لأنَّ ما كان في الآخرة فهو كائن لا محالةَ، فأُلحِقَ بالمُتَحَقِّق، وجُمِعَ مع إفراد قوله:{كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ} بكلمة (مَن) الذي هو فَرْدٌ لفظًا، جَمْعٌ معنًى.