للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٣٦) - {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ}.

وقولُه تعالى: {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ}: تَضْمَحِلُّ عن قريبٍ، فلا يحصُلُ الإنسانُ منها إلَّا على ما يحصُلُ مِن اللَّعِب واللَّهْو، فلا يَحْمِلَنَّكم حبُّها على أنْ تبخلوا بأنفسكم وأموالكم عن الجهاد في إحياء الدِّين، والدُّعاءِ إلى الإيمان والتقوى.

وقولُه تعالى: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا}: أي: تَثْبُتوا على الإيمان، وتتَّقوا العِصْيان {يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ}: وهي أكبرُ مِن الحياة الدنيا وما فيها، فإنَّ {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: ٩٦].

{وَلَا يَسْأَلْكُمْ}: أي: اللَّهُ. وقيل: رسولُ اللَّهِ {أَمْوَالَكُمْ}: أي: كلَّها، بل خمسةً مِن مئتين، ونصفَ دينارٍ مِن عشرين دينارًا، وقليلًا من كثير.

وقال سفيان بن عُيَيْنةَ: غَيْضًا مِن فَيْضٍ، فطِيبوا بها أنفُسًا (١).

وقيل: ليستْ أموالَكم، بل هي أموالُ اللَّهِ.

* * *

(٣٧ - ٣٨) - {إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (٣٧) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.

{إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ}: الإِحْفاءُ: هو الإلحاحُ والاستِقْصاءُ.

{تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ}: أي: اللَّهُ. وقيل: البُخْلُ.


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٣٩)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٢٩١)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٥/ ١٢٣).