للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على نُصْرَةِ الدِّين، فيتعجَّبُ الأنبياءُ منهم يومَ القيامة؛ لِمَا يَرَوْنَ مِن فضلِهم على كل الأُمَم، فالزُّرَّاعُ مَثَلُ الأنبياءِ.

{لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}: أي: قد جعَلَهم اللَّهُ كذلك لِيُكْمِدَ بتآلُفِهم قلوبَ الكفار، وتنقَطِعَ بذلك أطماعُهم في الظُّهور عليهم، قال تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} [آل عمران: ١١٩].

وقال عكرمة: {وَالَّذِينَ مَعَهُ}: أبو بكر كان معه في كلِّ حَضَرٍ وسفَرٍ، {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ}: عمرُ بن الخطاب، {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}: عثمانُ بن عفان، {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا}: عليُّ بن أبي طالب {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}: عامَّةُ الصحابةِ رِضْوان اللَّه عنهم (١).

{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}:


(١) رواه الداني في "المكتفى" (ص: ٢٠١) عن موسى الكاظم، عن جعفر الصادق عن آبائه.
ورواه ابن مردويه، والقلظي، والقاضي أحمد بن محمد الزهري في "فضائل الخلفاء الأربعة" والشيرازي في "الألقاب" فيما عزاه إليهم السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٥٤٤) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
وذكره السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣٢٠)، والقشيري في "لطائف الإشارات" (٤/ ٤٣٣)، والكرماني في "غرائب التفسير" (٢/ ١١١٨) من غير نسبة.
وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٦٦)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٣٢٥) عن الحسن، والسمعاني في "تفسيره" (٥/ ٢١٠) عن جعفر الصادق.
قال ابن المظفر الرازي في "مباحث التفسير" (ص: ٢٨١) بعد أن ضعف هذا القول: فحمله على عامة الصحابة أولى لفظًا ومعنى، وهو أقرب إلى الإنصاف، وترك التعصب والاعتساف، ولا فيه من إعطاء كل واحد من الصحابة حظه من هذه الفضيلة دون الحرمان، فإن كلهم كانوا أعلام الإسلام، وأيمان الإيمان!