للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن البصري: إنَّ قومًا ذبَحوا قبل أنْ يُصَلِّيَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يومَ النَّحْرِ صلاةَ العيدِ، فأمرَهم النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنْ يذبَحوا ذَبْحًا آخرَ، ونزلت الآيةُ (١).

وقال مسروقٌ: كنا عند عائشةَ رضي اللَّه عنها يومَ الشَّكِّ، فأُتِيَ بلَبَنٍ، فقلتُ: إني صائمٌ، فقالت عائشة رضي اللَّه عنها: نهى عن هذا، وتلَتْ هذه الآيةَ، وقالت: هذه في الصوم وغيرِه (٢).

وقال الحسن: أي: لا تعمَلوا بخِلاف الكتاب والسُّنَّة (٣).

وقال مقاتل: نزلت في ثلاثة نفَرٍ، وذلك أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بعَثَ سَرِيَّةً وأمَّرَ عليهم المنذرَ بن عمرو، فخرج بنو عامر بن صَعْصَعَةَ عند بئر مَعُونةَ، فرَصَدُوهم على الطريق وقتلوهم، فرجعَ ثلاثةٌ منهم (٤)، فلما دنوا إلى المدينة خرَجَ رجلان مِن بني سُلَيمٍ صالَحا رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد كان أعطاهما وكساهما، فقالا: نحن مِن بني عامر؛ لأنَّ بني عامرٍ كانوا أقربَ إلى المدينة، فقتلوهما وأخذوا ثيابَهما، وجاؤوا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فنزلت هذه الآيةُ (٥).


(١) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٩٢٣)، والطبري في "تفسيره" (٢١/ ٣٣٦). وذكره عنه الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (٩/ ٣٢٢)، والسمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣٢٢)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٧٠).
(٢) رواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٣٣٩)، والطبراني في "الأوسط" (٢٧١٣)، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (٢/ ٥٩٧). وذكره الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (٩/ ٣٢٢)، والسمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣٢٢)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٧٠).
(٣) ذكره عن الحسن السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣٢٢).
ورواه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٧١٥)، والطبري في "تفسيره" (٢١/ ٣٣٥)، وأبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٣٩٨) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
(٤) في (أ): "ثلاثة نفر".
(٥) انظر: "تفسير مقاتل بن سليمان" (١/ ٤٥٩)، وذكره عنه السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣٢٢). =