للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٤) - {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}.

قولُه تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}: أي: الذي يُعْمَرُ بكثرة الزُّوَّار، والمُتَرَدِّدِين إليه مِن الأقطار.

قال الحسن: هو الكعبةُ (١)، أقسَمَ اللَّهُ به لِعِظَمِ (٢) قَدْرِه؛ إذ هو أوَّلُ بيتٍ وُضِعَ للناس، وهو بيتُ اللَّهِ وقِبْلَةُ خَلْقِه.

وروى أنسٌ وصَعْصَعَةُ وجماعةٌ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه (٣): "بيتٌ في السَّماءِ الرَّابعةِ بِحِيال الكعبة مِن الأرض يدخُلُه كلَّ يومٍ سبعون ألفَ ملَكٍ، ثم لا يعودون إليه أبدًا، فهو مَعْمُورٌ بالملائكة" (٤).

وقال عليٌّ لأصحابه: ما تقولون في البيت المعمور؟ قالوا: هو البيتُ الحرامُ، قال: بل هو بيتٌ في السماء يُقالُ له: الضُّراحُ -يُروى بالصاد والضاد جميعًا- بِحِيال هذا البيت، حُرْمَتُه في السماء كَحُرْمَةِ هذا في الأرض (٥).


(١) رواه عنه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٢٤). وذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٣٧٨)، والواحدي في "البسيط" (٢٠/ ٤٧٧)، والكرماني في "غرائب التفسير" (٢/ ١١٤٦)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٥/ ١٨٦).
(٢) في (ف): "به ليعظم" بدل: "اللَّه به لعظم".
(٣) في (ر): "أنه قال".
(٤) رواه البخاري (٣٢٠٧) من حديث مالك بن صعصعة رضي اللَّه عنه، ومسلم (١٦٢) من حديث أنس رضي اللَّه عنه في حديث المعراج الطويل، وسياق الحديث يدل على أن البيت المعمور في السماء السابعة، وعليه أكثر الروايات.
وأما كونه في السماء الرابعة، فقد رواه عبد بن حميد في "مسنده" (١٢١٠) من حديث أنس رضي اللَّه عنه. وروى نحوه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٥٦٢ - ٥٦٤) عن علي وابن عباس وعكرمة وقتادة وغيرهم.
(٥) رواه الحارث في "مسنده" (٣٨٨ - زوائد الهيثمي)، وإسحاق بن راهويه كما في "المطالب العالية" =