للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: يُحْمى فيكون شرابَ أهلِ النار.

وقيل: {الْمَسْجُورِ}: أي: المَفْجُور، قال: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير: ٦]، وقال: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} [الانفطار: ٣].

وقال ابن عباس: البحرُ المَسْجورُ: المُرْسَلُ (١)؛ كما قال: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} [الفرقان: ٥٣].

وقال ابن كيسان: {الْمَسْجُورِ}: المجموع (٢)، {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} (٣): أي: جُمِعَتْ حتى صارت بحرًا واحدًا.

وقال الضَّحَّاكُ: {الْمَسْجُورِ}: المُوقَدُ (٤).

ثم رُوِي أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا يَرْكَبَنَّ البحرَ إلَّا حاجٌّ أو مُعْتَمِرٌ أو مُجاهدٌ في سبيل اللَّه، فإنَّ تحت البحرِ نارًا، وتحت النار بحرًا، وتحت البحر نارًا" (٥).

فهذه الأقاويلُ على أنَّ البحرَ هو على بحار الدنيا.


(١) رواه ابن المنذر كما في "الدر المنثور" (٧/ ٦٢٩). وذكره السمعاني في "تفسيره" (٥/ ٢٦٨)، والكرماني في "غرائب التفسير" (٢/ ١١٤٦). وذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٣٧٩) عن سعيد بن جبير.
(٢) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٢٥). وقد تقدمت نسبته لعلي قريبًا.
(٣) " {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} " ليس من (أ) و (ف).
(٤) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٢٤)، والواحدي في "البسيط" (٢٠/ ٤٨٠)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٣٨٦).
(٥) رواه سعيد بن منصور في "سننه" (٢٣٩٣)، وأبو داود (٢٤٨٩)، والطبراني في "الكبير" (١٤٤٩٩)، والبيهقي في "الكبرى" (٨٦٦٢)، والخطيب في "تلخيص المتشابه" (١/ ١٥٦)، من حديث عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما.
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (١/ ٢٤٠): هو حديث ضعيف مظلم الإسناد، لا يصححه أهل العلم بالحديث؛ لأن رواته مجهولون لا يعرفون.