للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قولُه تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}: قلوبُ العارفين عُمِّرَتْ بمَحَبَّتِه ومعرفتِه.

وقيل: هو مواضِعُ عباداتِهم، ومجالِسُ خَلَواتِهم.

{إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ}: عذابُه في الظَّاهرِ هو ما توعَّدَ به عبادَه العاصين، وفي الباطن الحِجابُ بعد الحُضور، والسَّتْرُ بعد الكَشْف، والرَّدُّ بعد القَبول.

قولُه تعالى: {مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ}: إذا رَدَّ عَبْدًا أُبْرِمَ القضاءُ بِرَدِّه، فلا قَبولَ له مِن بعده (١).

* * *

(٩ - ١٠) - {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (٩) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا}.

وقولُه تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا}: أي: العذابُ واقِعٌ في يوم تمورُ السماءُ.

وقال مُجاهدٌ: أي: تدورُ، وهو يومُ القيامة (٢).

وقال الفراء: تدورُ بما فيها (٣).

وقال القُتَبيُّ: يدورُ أهلُها فيها (٤).

وقال الضَّحَّاكُ: أي: يموجُ أهلُها بعضُهم في بعضٍ (٥).


(١) انظر: "لطائف الإشارات" (٣/ ٤٧١ - ٤٧٢).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (٣٥)، وابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" (ص: ١٣١)، والطبري في "تفسيره" (٢١/ ٥٧٢)، والدينوري في "المجالسة" (٢٦٢٥)، وأبو الشيخ في "ذكر الأقران" (٤٣٥)، والخطيب في "الكفاية" (ص: ٣٨٣).
(٣) انظر: "معاني القرآن" (٣/ ٩١).
(٤) انظر: "غريب القرآن" (ص: ٤٢٣).
(٥) رواه عنه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٥٧٣). وذكره مكي بن أبي طالب في "الهداية" (١١/ ٧١١٨)، والماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٣٧٩).