للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقولُه تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}: أي: العُظْمى، وهي عظائِمُ (١) السماوات، وطوائفُ الملائكةِ، وسِدْرَةُ المنتهى، وجنَّةُ المأوى، وما في الجِنان لأهل الإيمان، وما في النِّيران لأهل الطُّغْيان، والحُجُبُ والبحار، والظُّلَمُ والأنوار، وما تعجِزُ عنه الأفكار، وتحارُ فيه الأبصار.

وقال محمَّدُ بنُ كعبٍ القُرَظِيُّ والرَّبيعُ بنُ أنسٍ: سُئِلَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: هل رأيتَ ربَّكَ؟ قال: "رأيتُه بفؤادي، ولم أرَه بعيني" (٢).

وقال ابن عباس: رآه ببصَرِه بلا كَيْفٍ. وهو قولُ أنسٍ وكعبٍ وأسماءَ (٣).

وقالت عائشة: مَن قال: إنَّ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى ربَّه ليلةَ المعراجِ ببَصَرِه فقد أعظَمَ الفِرْيَةَ، ومَن قال: إنه كان يَعْلَمُ ما في غدٍ فقد أعظَمَ الفِرْيَةَ، ومَن زعَمَ أنه كتَمَ شيئًا مما أنزلَه اللَّهُ تعالى عليه فقد أعظَمَ الفِرْيَةَ، وإنما رآه بقلبه (٤).


(١) في (ر) و (ف): "عجائب".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ١٩)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٤٠) عن محمد بن كعب عن بعض أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وذكره عنهما السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣٥٩)، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٣٩٤) عن القرظي.
(٣) رواه عن ابن عباس الترمذي (٣٠٦٨) وحسنه، والنسائي في "السنن الكبرى" (١١٤٧٥)، وإسناده صحيح كما قال ابن حجر في "فتح الباري" (٨/ ٦٠٨). وليس فيه قوله: (بلا كيف).
وذكره عن أنس السمعانيُّ في "تفسيره" (٥/ ٢٩٠)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٤٠٣)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (٤/ ١٨٦).
ورواه عن كعب الترمذيُّ (٣٢٧٨)، والطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٣١)، وابن خزيمة في "التوحيد" (٢/ ٤٩٦)، والدارقطني في "رؤية اللَّه" (٢٢٥).
وذكره عن أسماء أبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٣٣٧) نقلا عن محمد بن سعيد القرشي.
(٤) رواه الترمذي (٣٠٦٨)، وابن خزيمة في "التوحيد" (٢/ ٥٥٤)، والنحاس في "إعراب القرآن" =