للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يدَها على رأسها، فجعَلَ خالدٌ يضرِبُها بالسيف حتى قتَلَها، وهو يقول:

كُفْرانَكِ اليومَ ولا سُبحانَكْ... إني رأيتُ اللَّهَ قد أهانَكْ

ثم رجعَ خالدٌ فأخبَرَ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك، فقال: "تلك العُزَّى، ولن تُعْبَدَ أبدًا" (١).

وكان وضعَها لِغَطَفانَ سعدُ بنُ ظالمٍ الغَطَفانيُّ، وذلك أنَّه قدِمَ مكَّةَ فرأى الصَّفا والمروةَ، ورأى أهلَ مكَّةَ يطوفون بهما، فعاد إلى بَطْنِ نَخْلَةَ، وقال لقومه: إنَّ لأهلِ مكَّةَ الصَّفا والمروةَ وليست لكم، ولهم إلهٌ يعبُدونه وليس لكم ذلك، قالوا: فما تأمرُنا؟ قال: أصنَعُ لكم كذلك، فأخَذَ حجَرًا مِن الصَّفا، وحجَرًا مِن المروة، ونقَلَهما إلى نَخْلَةَ، فوضَعَ الذي أخذَ مِن الصَّفا، فقال: هذا مِن الصَّفا، ووضَعَ الذي أخذَه مِن المروة، وقال: هذا مِن المروة، ثم أخَذَ ثلاثةَ أحجارٍ، فأسنَدَها إلى شجرةٍ، فقال: هذا ربُّكم، فجعَلوا يطوفون بين الحَجَرين، ويعبُدون الحِجارةَ، حتى افتتَحَ رسولُ اللَّهِ مكَّةَ، فأمَرَ برفع (٢) الحجارة، وبعَثَ خالدَ بنَ الوليدِ إلى العُزَّى فقَطَعَها (٣).


(١) رواه الأزرقي في "أخبار مكة" (١/ ١٢٧) عن سعيد بن عمرو الهذلي.
ورواه الفراء في "معاني القرآن" (٣/ ٩٨) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
ورواه ابن إسحاق في "سيرته" (ص: ١٩٣) عن العيزار بن حريث.
ورواه النسائي في "الكبرى" (١١٤٨٣)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (٤٦٣)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٥/ ٧٧) عن أبي الطفيل.
وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٤٥)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٤٠٨)، والزمخشري في "الكشاف" (١/ ٣٢٦) عن مجاهد.
(٢) في (أ): "فرفعت".
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٤٥)، والواحدي في "البسيط" (٢١/ ٤٣)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٤٠٨) عن الضحاك.