للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم هذا ليس بتَرْخِيصٍ في هذه الأشياء، ولكنْ بيانُ أنها ليست مِن الكبائر والفواحش إذا لم يَتَهاوَنْ بها.

وقد روى أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "لا صغيرةَ مع الإصرار، ولا كبيرةَ مع الاستغفار" (١).

وقيل: نزلت الآيةُ في نَبْهانَ التَّمَّارِ، وذلك أنَّ امرأةً أتَتْه تريدُ تمرًا، فقال لها: ادْخُلي الحانوتَ، فإنَّ فيه تَمْرًا جَيِّدًا، فدخلَتْ، فراودَها عن نفْسِها، فأبَتْ، فضرَبَ عَجِيزَتَها بيده، فقالت المرأةُ: واللَّهِ ما نِلْتَ مِنِّي حَظًّا، وما حَفِظْتَ غَيْبَ أخيكَ، فنَدِمَ نَبْهانُ، فأتى النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فأخبرَه، فقال: ويحكَ، فلعلَّها امرأةُ غازٍ في سبيل اللَّه، ثم لَقِيَ عمرَ فأخبرَه، فصَرَعه عمرُ، ووَطِئَه برِجْلِه، ثم أتى النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: إخوانُنا غُزاةُ في سبيل اللَّه تُكْسَرُ الرِّماحُ في صُدورهم، يَخْلُفُ هذا ونحوُه في أهاليهم، دعني يا رسولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَه، فضَحِكَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: أَرْسِلْه يا عمرُ فليَتُبْ، فأنزلَ اللَّهُ تعالى قولَه: {إِلَّا اللَّمَمَ}: يعني: ضَرْبَه بيدِه عَجِيزَتَها (٢).


= عباس، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه يرفعه.
(١) رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (٣٦٠٦)، وابن شاهين في "الترغيب" (١٨٧)، والشهاب القضاعي في "مسنده" (١١٩٠) من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه يرفعه.
ورواه ابن أبي الدنيا في "التوبة" (١٧٣)، والشهاب القضاعي في "مسنده" (٨٥٣) من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما يرفعه.
ورواه الطبري في "تفسيره" (٦/ ٦٥١)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (١٩١٩)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩/ ٤٠٦) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما موقوفًا.
وقد ضعف رفعه ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص: ٤٤٩).
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" (٤/ ١٦٤)، ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٦٤٧٣) في سبب نزول قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً}، وقوله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.