وعادًا الآخرة: بنو لُقَيْمِ بنِ هزَّال بن هزيل بن عُتَيل بن صُدِّ بن عادٍ الأَكْبر، لم يكونوا مع الأوَّلين، وكانوا بحَضْرَمَوْتَ، وتفانَوا بالقَتْلِ.
وقيل: الآخرةُ كانت في زمَنِ فارسَ الأولى.
ومِن أهل العلم مَن قالَ: إنَّ قولَه: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى} يَتِمُّ عند قوله: {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى}، وما بعدَه في حُكْمِ المبتدأ، وما فيه مِن إعادة:(وأنَّ) و (أنَّ)، و (أنَّ) بالفتح للإِتْباعِ نَظْمًا، لا للوَصْلِ معنًى؛ كما في سورة الجنِّ: فتَحَ الكُلَّ بعضُ القُرَّاء، وبعضُها ليس مِن كلام الجِنِّ، وكذا قولُه: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (٣٦) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}، يتِمُّ عند قوله:{وِزْرَ أُخْرَى}، وما بعدَه ليس في الصُّحُفِ، وذَكَرَ (أنَّ) و (أنَّ) لإيقاع قولِه: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ} عليها، وهو إِنْباءٌ آخَرُ سِوى ما في الصُّحُفِ.
ومنهم مَن قال: يجوزُ أنْ يكون إلى قولِه: {النُّذُرِ الْأُولَى} في مُحاجَّةِ الوليد؛ لأنه كان يُنْكِرُ البعثَ، ويقولُ بكلِّ أقاويل المشركين.
ويجوز أنْ يكون كلُّ ذلك في الصُّحُفِ أيضًا، وهو الإخبارُ بإهلاكِ مَن مضى، وإهلاكِ مَن يجيءُ.