للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١) - {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}.

قولُه تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}: أي: دنَتِ القيامةُ.

{وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}: أي: وقد انشَقَّ القمرُ نِصْفَين، وفي قراءة حُذيفة بنِ اليَمان كذلك: (وقد انشَقَّ القمرُ) (١).

قال أنسٌ: وذلك أنَّ المشركين سألوا رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- آيةً -وقيل: قد عَيَّنوا هذا- فأشارَ إليه، فانشَقَّ نِصْفَينِ (٢).

وهو عند عامَّةِ الصَّحابة ومَن بَعْدَهم على أنه قد كان، والحسنُ البصريُّ يحمِلُه على أنه مما يكون إذا قامَتِ القيامةُ (٣).

والصَّحيحُ هو الأوَّلُ، وقد رواه عبدُ اللَّه بنُ مسعودٍ، وأنسُ بنُ مالكٍ، وعبدُ اللَّه بنُ عمر، وحُذَيفةُ بنُ اليَمان، وعبدُ اللَّهِ بنُ عباس، وجُبَيْرُ بنُ مُطْعِمٍ، ومُجاهدٌ، وإبراهيمُ (٤).

قال عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ: لقد رأيتُ حِراءَ بين فِلْقَتَيِ القمر، فتعجَّبَ أهلُ مكَّةَ مِن ذلك، وقالوا: سِحْرٌ مَصْنوعٌ سيَذْهَبُ، فأنزلَ اللَّهُ هذه الآياتِ (٥).


(١) انظر: "المحتسب" لابن جني (٢/ ٢٩٧)، و"تفسير الثعلبي" (٩/ ١٦٠). وروى القراءة عنه ابن المنذر كما في "الدر المنثور" (٧/ ٦٧٢).
(٢) رواه البخاري (٤٨٦٧)، ومسلم (٢٨٠٢) عن أنس رضي اللَّه عنه قال: سَأَل أهلُ مكةَ أن يُريَهم آيةً فأَراهُم انشقاقَ القمر.
(٣) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٤٠٩)، والكرماني في "غرائب التفسير" (٢/ ١١٦١).
(٤) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ١٠٤). وحديث أنس في الصحيحين كما تقدم، وكذا حديث ابن مسعود وابن عباس كما سيأتي، وحديث ابن عمر رواه مسلم (٢٨٠١).
(٥) رواه عنه الزجاج في "معاني القرآن" (٥/ ٨٢)، وذكره السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٣٦٩). وانظر التعليق الآتي.