كتاب التيسير في التفسير - أبو حفص النسفي

سورة الرحمن - ج: 14 - ص: 225

وقال أيضًا: الخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ، فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ، لها أربعةُ آلافِ بابٍ، مِصراعٌ مِن ذهبٍ، ومِصْرَاعٍ مِن فضةٍ (١).

وقال أبو موسى الأشعريُّ: دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ طولُها في السماء سِتُّون مِيلًا، في كلِّ زاويةٍ منها أهلٌ للمؤمن لا يراهم الآخرون (٢).

وقيل: هذه الخِيامُ مِن دُرٍّ وياقوتٍ تُضْرَبُ على شُطوطِ أنهارِ هذه الجِنانِ.

وقال مُسْلِمٌ البَطِينُ: لكلِّ خَيْرَةٍ منهن خَيْمَةٌ، ولكلِّ خيمةٍ أربعُ مئةِ بابٍ (٣)، يدخُلُ عليها مِقْدارَ كلِّ يومٍ مِن أيام الدنيا تُحْفَةٌ وكرامةٌ مِن اللَّه عزَّ وجلَّ لا تَنْقَطِعُ أبدًا (٤).

وقال محمدُ بنُ كعبٍ القُرَظِيُّ: يُرى ظاهِرُها مِن باطنها، وباطِنُها مِن ظاهرِها (٥).

* * *

---

(١) رواه عنه عبد الرزاق في "تفسيره" (٣١٠٧)، والطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٢٧١). وقوله: "ومصراع من فضة" زيادة من (أ)، وليست في مصادر التخريج.
(٢) رواه البخاري (٣٢٤٣)، ومسلم (٢٨٣٨) من حديث أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه.
(٣) في (أ): "أربعون بابًا".
(٤) روى نحوه مختصرًا ابن المبارك في "الزهد" (٢/ ٦٩)، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (٣١٧)، موقوفًا على عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه.
(٥) رواه معمر بن راشد في "جامعه" (٢٠٨٨٣)، والإمام أحمد في "مسنده" (٢٢٩٠٥)، وابن خزيمة في "صحيحه" (٢١٣٧)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (١٥٥)، وابن حبان في "صحيحه" (٥٠٩)، والطبراني في "الكبير" (٣٤٦٦)، والبغوي في "تفسيره" (٦/ ٣٠٦) من حديث أبي مالك الأشعري رضي اللَّه عنه مرفوعًا بلفظ: "إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها" الحديث.
ورواه الإمام أحمد في "مسنده" (٦٦١٥)، والطبراني في "الكبير" (١٠٣)، والحاكم في "المستدرك" (٢٧٠) من حديث عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا، وروي من طرق مرفوعة أخرى.