وهي مكيَّةٌ غيرَ قوله:{ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ}[الواقعة: ١٣]، وقوله:{أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ}[الواقعة: ٨١]، فإنَّهما نزلَتَا في سفرِه إلى المدينة.
وانتظام آخر تلك السُّورة بأوَّل هذه السُّورة: أنَّه ختمَ تلكَ السُّورةَ بما يعطي المؤمنين من الكرامة، وبدأ بهذه السُّورة بذِكْرِ ذلك اليوم، وهو يوم القيامة.
وانتظامُ السُّورتين: أنَّهما في ذِكْرِ أهلِ الجنَّة والنَّار، وهم المؤمنون والكفَّار.
وقوله تعالى:{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}: أي: واذكرْ إذا قامتِ القيامةُ، والواقعةُ مِن أسماء القيامة.
قوله:{لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}: أي: ليس لوقوعِها كذبٌ، مصدرٌ على وزن الفاعِلَة، كالجاثية والطَّاغية، وهو كقوله تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (٥) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} [الذاريات: ٥ - ٦].
وقيل:{إذَا} زائدة، وتقديرُه: وقعَتِ الواقعةُ، كقوله:{أَزِفَتِ الْآزِفَةُ}[النجم: ٥٧]، و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}[القمر: ١]، و {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}[النحل: ١]، وهو بيانُ قربِها.
= الدارقطني، ومنهم من يقول بظاء معجمه بعدها باء موحدة، ومنهم من يقول: أبو فاطمة كما ذكرهما البيهقي، ومنهم من يقول: شجاع، ومنهم من يقول: عن أبي شجاع، وقد اجتمع على ضعفه الإمام أحمد وأبو حاتم وابنه والدارقطني والبيهقي وابن الجوزي تلويحًا وتصريحًا.