للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعن علقمة والأسود قالا: أتينا سلمانَ لنقرأَ عليه وقد جاءَ مِنَ الغائط، فقلْنا له: توضَّأْ لنقرأَ عليك، فقال: اقرؤوا؛ فإنِّي لسْتُ أمسُّه، إنَّه لا يمسُّه إلَّا المطهَّرون (١).

وقال الكلبيُّ رحمَه اللَّهُ: لا يقرؤُه إلَّا الموحِّدون (٢).

وقال الفرَّاءُ: لا يجدُ طعمَه ونفعَه إلَّا مَن آمنَ به (٣).


= عن أبيه، عن جدِّه: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كتب إلى أهل اليمنِ بكتابٍ فيه الفرائضُ والسُّنن والدِّيَات، وبَعَث به مع عمرو بن حزم، فقُرئَتْ على أهلِ اليمن، وهذه نُسختُها. . .) الحديث. وفيه سليمان بن أرقم، وهو متروك الحديث. وقد أخطأ بعض الرواة فسماه سليمان بن داود، ينظر تفصيل ذلك في "الجوهر النقي" لابن التركماني (٤/ ٨٩).
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (٢/ ٤٧١): وكتابُ عمرو بن حَزْمٍ هذا قد تَلقَّاه العلماءُ بالقَبولِ والعملِ وهو عندهم أشهرُ وأظهرُ من الإسنادِ الواحدِ المتَّصل.
وقال في "التمهيد" (١٧/ ٣٩٧): والدليل على صحة كتاب عمرو بن حزم تلقي جمهور العلماء له بالقبول ولم يختلف فقهاء الأمصار بالمدينة والعراق والشام أن المصحف لا يمسه إلا الطاهر على وضوء.
قلت: وله شاهد من حديث ابن عمر رضي اللَّه عنهما رواه الطبراني في "الكبير" (١٣٢١٧)، و"الصغير" (١١٦٢)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٢٧٦): رجاله موثقون. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" (١/ ١٣١): إسناده لا بأس به، وذكر الأثرم أن أحمد احتج به.
(١) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (١٣٢٥)، والدارقطني في "سننه" (٤٤٢)، والحاكم في "المستدرك" (٦٥١)، وابن حزم في "المحلى" (١/ ٨٣)، جميعهم عن علقمة وحده. وروي من طريق علقمة والأسود مختصرًا بلفظ: أن سلمان قرأ عليهما بعد الحدث. رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١١٠١)، والدارقطني في "سننه" (٤٤٦). ورواه الدارقطني أيضًا من طريق آخر وقال: كلها صحاح.
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢١٩)، والماوردي في "تفسيره" (٥/ ٤٦٤).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ١٣٠).