للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ}: أي: هذا الَّذي أخبرْتُكُم به مِن أوَّلِ هذه السُّورة، وهو في بيان أحوالهم في الآخرة، إلى آخرها وهو في بيان حال (١) خروجِهم من الدُّنيا = هو الحقُّ الَّذي لا باطلَ فيه، وهو اليقينُ من الخبر الَّذي لا شكَّ فيه، فثقْ به يا محمَّد.

و {حَقُّ الْيَقِينِ} إضافةُ الشَّيءِ إلى نفسِه، كقولِ الشَّاعر:

ولو أَقْوَتْ عليْكَ دِيارُ عَبْسٍ... عَرَفْتَ الدَّارَ عِرْفانَ اليقينِ (٢)

وقال الأخفشُ: هو إضافةُ الشَّيء إلى صفتِه، كقولهم: صلاة الأولى، وبارحةَ الأولى، ومسجد الجامع (٣).

وقيل: بل (٤) هو كقولهم: نفس الحائط؛ أي: النَّفس الَّتي هي الحائط.

* * *


= النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. وصحح إسناده البوصيري في "الإتحاف" (٢/ ٢٩٧).
(١) "حال" من (أ) و (ف).
(٢) ذكره الفراء فقال: أنشدني بعضهم. انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٥٦)، والبيت بلا نسبة أيضًا في: "تفسير الطبري" (١٣/ ٣٨١)، و"تفسير الثعلبي" (٥/ ٢٦٤).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للأخفش (٢/ ٥٣٤)، وقال فيه: "وقال: {حَقُّ الْيَقِينِ} فأضاف الى اليقين، كما قال {دِينُ الْقَيِّمَةِ}؛ أي: ذلك دين الملة القيمة، وذلك حق الأمر اليقين. وأما: هذا رجل السوء، فلا يكون فيه: هذا الرجل السوء، كما يكون في (الحق اليقين)؛ لأن (السوء) ليس بـ (الرجل) واليقين هو الحق". فهذا كلامه، والذي يظهر من كلام القرطبي أنه خلاف ما نسبه إليه المؤلف، فإن نسب ما قال المؤلف للكوفيين، وما قاله الأخفش للبصريين. انظر: "تفسير القرطبي" (٢٠/ ٢٣٤)، وذكر نحوه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٣٨٢).
(٤) "بل" من (ف).