للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: هو وصفٌ لها بغايةِ ما يُتوهَّمُ مِن السَّعةِ؛ تقريرًا لذلك في أفهامِهم، وتكثيرًا في أوهامِهم، وبسطًا مِن أملِهم ومرامِهم.

{أُعِدَّتْ}: أي: هُيِّئَتْ هذه الجنَّة {لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}؛ أي: جميعهم ولم يفرِّقوا بينَهم كاليهود والنصارى.

{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ}: أي: عطاءُ هذه الجنَّةِ بفضلٍ مِن اللَّهِ تعالى {يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} وهم المؤمنون كما أَخبر {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.

* * *

(٢٢ - ٢٣) - {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٢٢) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.

وقوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا}: وهذا مِن الحثِّ على الجهادِ أيضًا كما مرَّ.

يقول: ما أصابَكُم مِن مصيبةٍ في الأرضِ مِن الجدْبِ ونقصانِ الثَّمرِ وذهابِ الأموال، وفي أنفسِكُم بالموتِ والأسقامِ، إلَّا وهو ممَّا قضى اللَّهُ به، وأثبتَه عندَه في كتابٍ.

قيل: هو اللَّوح المحفوظ.

قوله: {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا}؛ أي: من (١) قبلِ خلقِ الأرض والأنفس.

{إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}: أي: سهلٌ لا يَتعذَّرُ على اللَّهِ شيءٌ، ولا يردُّ هذا القضاءَ حيلةُ محتالٍ، ولا تحرُّزُ متحرِّزٍ، فلا تتخلَّفوا عن الجهاد.


= [آل عمران: ١٣٣] عن ابن عباس والحسن، وانظر تخريجه ثمة.
(١) "من" من (ر).