لهم: إنَّما يتناجَون في أمورٍ حضرَتْ، وجموعٍ قد جُمِعَتْ لكم وأشياء، فنزلت:{إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ} الآية (١).
{وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا}: أي: إنَّما يضرُّهم بما أذن اللَّه فيه أن يكون ضارًّا لهم، فأمَّا الشَّيطانُ فلا يقدر لهم على ضرٍّ بنفسِه، وكذلك هؤلاء المتناجون من اليهود والمنافقين.
وقيل:{بِإِذْنِ اللَّهِ}؛ أي: بعلمِ اللَّه؛ يعني: ما ينال المؤمن من الحزن والكراهة فذلك بعلم اللَّه تعالى، وسيجزيه اللَّه تعالى بذلك.
وقيل:{بِإِذْنِ اللَّهِ}؛ أي: ما كان من مناجاة بعضِهم رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في انتقاصِ المؤمنين لا يضرُّهم ذلك، ولا يعتقدُ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيهم نقصًا إلَّا بإذن اللَّه تعالى؛ أي: إلَّا بأن يُعْلمَه اللَّه تعالى به إن كان، ويأذنَ له في قَبوله، وهو ضررُ إقامة الحدود والتَّعزير والغرامة.
{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}: فلا تهتمُّوا بما يقول هؤلاء المتناجون.