وقال ابن جريج: حُدِّثْتُ أنَّ أبا قُحافةَ سَبَّ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فصكَّهُ أبو بكر رضي اللَّه عنه صَكَّةً سقطَ منها، ثمَّ ذكرَ ذلك للنَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال:"أوفعلتَه؟ "، قال: نعم، قال:"فلا تعدْ إليه"، فقال أبو بكر رضي اللَّه عنه:"واللَّهِ لو كان السَّيفُ قريبًا منِّي لقتلتُه"، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية (١).
وقوله تعالى:{أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}: أي: أثبتَه فرسخَ فيها حتَّى استبصروا فيه، فهجروا له الأوطان، ونابذوا العشائر والخلان.
(١) رواه ابن المنذر في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" (٨/ ٨٦)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢٦٤)، والماوردي في "تفسيره" (٥/ ٤٩٧)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٤١٤). قال الواحدي في "البسيط" (٢١/ ٢٥٧): الأكثرون على أن هذه الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وإخباره أهل مكة بمسير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إليهم لما أراد فتح مكة، وتلك القصة معروفة، وهذا قول مقاتل واختيار الفراء والزجاج.