للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: أي: لو وضع اللَّه في الجبال الفهم، وأنزل عليها هذا القرآن، لخشع وتصدَّع من هيبة ذلك، وهو كقوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ} الآية [الأحزاب: ٧٢].

وقال الحسن: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} فكلَّفناه ما كلَّفناكم من الطَّاعة، وجعلنا له من الثَّواب ما جعلناه لكم عليها، وحذَّرناه من المعصية ما حذَّرناكم، وجعلنا له من العقاب ما جعلناه لكم عليها = لرأيت ذلك الجبل ذليلًا بما كلَّفه اللَّه تعالى وحمَّله من طاعته، متصدِّعًا من خشية اللَّه (١).

{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ}: أي: نبيِّنها (٢) {لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.

* * *

(٢٢ - ٢٣) - {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (٢٢) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}: ما غابَ عن حسِّ العباد وما شاهدوه.

{هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}: فسَّرناهما في أوَّل الكتاب في (التَّسمية).

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ}: الذي لا يزول ملكُه.

{الْقُدُّوسُ}: الطَّاهر عن كلِّ عيب ونقص.

{السَّلَامُ}: المنَزَّه عن كلِّ ذمٍّ، والمسلِّم لعباده، والمسلِّم على عباده.

{الْمُؤْمِنُ}: الشَّاهد بوحدانيته لنفسه، المصدِّق على عبده إيمانَه، المعطي الأمان لأوليائه.


(١) لم أقف عليه.
(٢) "أي نبينها" من (أ).