للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعن الحسن رحمه اللَّه: أنَّ المسلمين استأمروا النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في أقربائهم من المشركين أن يَصلوهم، فنزلت (١).

* * *

(٩) - {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.

وقوله تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ}: أي: عن موالاتهم.

{وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ}: أي: عاوَنوا.

{أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}: أي: الواضعون التَّولِّيَ في غير موضعِه.

عرَّفَهم أنَّه لم يُرِد بما أمرهم به قصدًا لقطع الأرحام، لكنْ تشديدًا عليهم؛ ليكون ذلك سببًا لإجابتهم إلى الإسلام.


= في "تفسيره" (١٠/ ٣٣٤٩)، والحاكم في "المستدرك" (٣٨٠٤) من حديث الزبير رضي اللَّه عنه. وصححه الحاكم. وأصل الحديث رواه مسلم (١٠٠٣)، وعلقه البخاري (٥٩٧٩) جزمًا، من حديث أسماء رضي اللَّه عنها.
(١) لم أجده، وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" (٢/ ٣٥٦): اختلفوا فيمن نزلت على خمسة أقوال: أحدها: أنها في أسماء بنت أبي بكر. وذكر الخبر.
والثاني: أنها نزلت في خزاعة وبني مدلج. . .، وعزاه لابن عباس والحسن، وسيأتي عن ابن عباس قريبًا.
والثالث: نزلت في قوم من بني هاشم منهم العباس، قاله عطيّة العوفيّ ومرّة الهمداني.
والرابع: أنها عامة في الكفار، وهي منسوخة بقوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة: ٥] قاله قتادة. وسيأتي.
والخامس: نزلت في النساء والصبيان، حكاه الزجاج.