للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال عكرمة: هم التَّابعون (١).

ووجه آخر: {وَآخَرِينَ} من العجم {مِنْهُمْ}؛ أي: ممَّن يؤمن به.

وقيل: من الأمِّيين؛ فإنَّ من العجم أمِّيين، كالتُّرك ونحوهم.

وقيل: {وَآخَرِينَ} عطف (٢) على قولِه: {وَيُعَلِّمُهُمُ}؛ أي: ويعلِّمهم ويعلِّم آخرين منهم.

وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: كنَّا عندَ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حين أُنْزِلَتْ سورةُ الجمعة، فتلاها، فلمَّا بلغ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ} قال له رجلٌ: يا رسول اللَّه، مَن هؤلاء الذين لم يلحقوا بنا؟ قال: وسلمانُ فينا، فوضع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يده على سلمانَ وقال: "والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه، لو كان الإيمانُ عند الثُّريَّا لتناولَه رجالٌ من هؤلاء" (٣).

وروى سهلُ بنُ سعدٍ: أنَّ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنَّ في أصلابِ أصلابِ أصلابِ رجالٍ مِن أمَّتي رجالًا ونساءً يدخلون الجنَّة بغير حساب"، ثمَّ تلا هذه الآية (٤).

{وَهُوَ الْعَزِيزُ}: فلا يُعترض، عليه فيما يفعل {الْحَكِيمُ}: المصيبُ فيما يفعل.

* * *

(٤ - ٥) - {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٤) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.


(١) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٣٢٢٣).
(٢) في (أ): "عطف" مكررة.
(٣) رواه البخاري (٤٨٩٧)، ومسلم (٢٥٤٦).
(٤) رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (٣٠٩)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٦٠٠٥). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٤٠٨): إسناده جيد.