للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يغيِّر لباسه فليس بتائب، ومن تاب ولم يغير مجالسته فليس بتائب، ومَن تاب ولم يغيِّر فراشه وبساطه فليس بتائب، ومَن تاب ولم يفتح قلبه ولم يوسعه فليس بتائب، ومَن تاب ولم يقصِّر أمله فليس بتائب، ومَن تاب ولم يحفظ لسانه فليس بتائب، ومَن تاب ولم يقدِّم فضله فليس بتائب، ومَن تاب ولم يغيِّر طعامه فليس بتائب، وإذا استبان على العبد هذه الخصال فذاك التَّائب حقًّا حقًّا حقًّا" (١).

قوله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}: أي: بتوبتكم {وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} وكان لمن يخالفهم نارٌ وَقودها النَّاس والأحجار.

{يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ}: أي: لا يُخْجِل {النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} ولم يُردْ به وقوعَ إيمانهم مع النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- معًا، بل يراد به وجود الإيمان منهم لوجوده من النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقيل: {مَعَهُ} صلةُ قوله: {لَا يُخْزِي اللَّهُ}؛ أي: لا يخزي النَّبيَّ والمؤمنين معًا.

قوله تعالى: {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}: أي: يهتدون به إلى الجنَّة (٢).

{وَبِأَيْمَانِهِمْ}: نورُ كتبِ طاعتهم.

{يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا}: أي: أبقِه لنا إلى الجنَّة {وَاغْفِرْ لَنَا} ذنوبنا.

{إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}: مِن إتمام النُّور، ومغفرةِ الذُّنوب، وتبليغ الجنَّة، وكلِّ شيء.

وقال الضَّحَّاك: يُعطَى يومئذ كلُّ مؤمن ومنافق نورًا يمشي به مع محمَّد، فبينما هم يمشون إذ بعث اللَّه ريحًا وظلمة، فأطفأ اللَّه تعالى بتلك الرِّيح نورَ كلِّ منافق،


(١) لم أقف عليه.
(٢) في (أ): "يهتدون به إلى اللَّه" وفي (ر): "يهتدون بها إلى الجنة".