للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولَمَّا علم فرعون بإيمانها وَتَدها بأربعة أوتاد في الشَّمس يعذِّبها.

وقال سلمان: كانت تُعذَّب في الشَّمس، فإذا انصرفوا عنها أظلَّتها الملائكة بأجنحتها، وكانت ترى منزلها في الجنَّة (١).

وقال الضَّحَّاك: أمرَ بأنْ يُلْقَى عليها حجرٌ وهي في الأوتاد، فقالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ}، فما وصل الحجر إليها حتى رفع (٢) روحها إلى الجنَّة (٣).

{وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}: فرِّقْ بيني وبينهم بإهلاكهم.

* * *

(١٢) - {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}.

وقوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ} عطف على قوله: {امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ}.

{الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}: أي: جيب مِدْرعتها حين أتاها جبريل يبشِّرها بالولد وهي لا تعلمه.

{فَنَفَخْنَا فِيهِ}: أي: نفخ جبريل بأمرنا فيه؛ أي: في جيب مِدْرعتها.


(١) رواه ابن أبي شيبة في "مصفنه" (٣٤٦٥٦)، والطبري في "تفسيره" (٢٣/ ١١٥)، والحاكم في "المستدرك" (٣٨٣٤) وصححه.
(٢) في (أ): "وصل".
(٣) روى نحوه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ١١٥) عن القاسم بن أبي بزة، ولفظه: (كانت امرأة فرعون تسأل: من غلب؟ فيقال: غلب موسى وهارون. فتقول: آمنت برب موسى وهارون؛ فأرسل إليها فرعون، فقال: انظروا أعظم صخرة تجدونها، فإن مضت على قولها فألقوها عليها، وإن رجعت عن قولها فهي امرأته؛ فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء، فأبصرت بيتها في السماء، فمضت على قولها، فانتزع اللَّه روحها، وألقيت الصخرة على جسد ليس فيه روح".